قواعد شرعية وفلكية حول شهر رجب 1442هـ وبداية دخول شعبان، وتوضيح مختصر لأحكام شهور السنة بالكامل
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد:
إن يوم الأحد ١٤ مارس ٢٠٢١ هو بداية شهر شعبان
١٤٤٢هـ بالحساب الفلكي، وهو المعتبر شرعاً
أيضاً، لأن الحساب باقٍ على عموميته لعدم ورود دليل يخصصه،
كالأدلة الشرعية التي وردت في تخصيص الرؤية البصرية
لهلال رمضان، أو إتمام عدة شعبان ثلاثين يوماً عند تعذر الرؤية،
وهلال الفطر كذلك إما رؤية هلال شوال، وعند تعذر
رؤية الهلال إكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً
لأن أدلة وجوب المشاهدة للصيام، نزلت صريحة في القرآن الكريم، كما قال تعالى:
{.... فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ....}١٨٥ البقرة
وفي السنة المطهرة، ورد عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ
عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه، فإنْ
غُبِّيَ عليكم فأكمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ))
رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081).
ولقول النبي ﷺ: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا
العدة ثلاثين" صحيح ابن حبان،
وغير ذلك من الأحاديث الشريفة التي تقر رؤية الهلال
بأنها شرطاً لدخول رمضان وشرطاً
أيضاً للفطر في شهر شوال
أما بقية شهور السنة فإنها باقية على عموميتها،
لأن،
أولاً: الضابط لمواقيت الشهور الزمانية هو الحساب باللفظ الصريح في القرآن الكريم
كقوله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ
نُورًا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ
مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍۢ
يَعْلَمُونَ}يونس٥
قوله : ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) معطوف على ما قبله .
والتقدير : جعل الشيء أو الأشياء على مقادير مخصوصة فى الزمان أو
المكان أو غيرهما
قال - تعالى - : ( والله
يُقَدِّرُ الليل والنهار )
المنازل : جمع منزل ، وهى أماكن النزول ،
وهى - كما يقول بعضهم - ثمانية وعشرون منزلاً للقمر
ثانياً: لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم باشتراط الرؤية لشهور السنة إلا ماتم
ذكره أعلاه.
ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم، علم الناس الحساب بأن يكون الشهر مرة ٢٩ومرة
٣٠
كما جاء عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ
النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:((إنَّا أمَّةٌ أميَّةٌ لا نكتُبُ، ولا نحسِبُ، الشَّهرُ هكذا وهكذا))
يعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ، ومرَّةً ثلاثينَ
رابعاً: وهل يعقل أن بعض فلكي زماننا هم أحرص على الأمة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فيتمون شهراً أنقص الله عدته كشهر رجب الحالي، وقد علمهم الله الحساب
الصحيح ومع الأسف يتجاهلونه، باجتهادهم
الخاطئ الرجعي الذي لايعتمد لا على دليل شرعي ولا على دليل فلكي.
يكفي أن الأحد هو أول أيام شهرشعبان فلكياً وشرعياً
، ويعدونه المتمم لرجب.
● هذه رسالة لجميع من لايفقه سنة
المصطفى، ليعلم بأنه إذا خالفها وقع في البدعة، والتشدد الغير محمود الذي يضيق على
المسلمين من غير دليل.
● الترجيح :
بمشيئة الله، سوف يكون،
الأحد ١
شعبان ١٤٤٢هـ الموافق
١٤ مارس ٢٠٢١
كما دلت على ذلك الأدلة الشرعية والأدلة الفلكية.
● ولو أن الحساب يسمح بإدخال
الأشهر الحرم قياساً على الرؤية البصرية لهلالي رمضان وشوال، لفعله النبي صلي الله
عليه وسلم ، ولكن ذلك لم يثبت.
ولو أن الحساب كان مرفوضاً،
لما عرفنا الزمن وحسابه، وما عرفنا أول الشهر من
آخره، وما عرفنا العام الماضي من السنة الحاضرة.
وما عرفنا أوقات عباداتنا كالصلاة ووقت الزكاة
والصيام والحج ولوازم حياتنا كحساب المواريث وغيرها، ولصارت الحياة فوضى بدون
حساب،
والحساب هو قوام الحياة،
ونحاسب بعد الممات ويوم البعث والنشور.
والعمل الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه ولم يأمر
به، وتركه رحمة للعباد، لاينبغي السؤال عنه أو فعله لكي لا يسوء الحال والمآل.
● الأخطأ التي وقع فيها من أتم رجب
وهو غير تام،
يجعل عدة شعبان ٢٩ يوماً بدلاً من ٣٠ يوماً
وبهذه الحالة يدخلون في دوامة الرؤية وهي ليست
مشروطة، بحالة عدم التلاعب بحساب رجب،
وإذا تعذرت رؤية هلال رمضان سوف يتمون شعبان ويفطرون يوماً من رمضان
● وكذلك إذا تعذرت رؤية هلال الفطر
سوف يتمون رمضان ويصومون أول أيام الفطر
يعني تكون ٣ شهور متتالية رجب وشعبان ورمضان كل من
منها ثلاثون يوما بحالة تعذررؤية الهلال،
نتيجة خطأ إتمام شهر رجب الذي جعله الله غير تام
هذا العام،
● وحينما أراد بعض فلكي زماننا
التشدد وبث البدعة، بفرض الرؤية البصرية الغير مشروطة بجميع شهور السنة،
● إلا لهلالي رمضان، وشوال،
● فأما من قبل الحق بقبول الحساب
على عموميته، وهو بأن عدة رجب كما هو ٢٩ يوماً من غير تغيير، فإنه لايدخل في حرج
ولا يلزم نفسه بالرؤية البصرية بإدخال هلال رمضان، لأن شعبان تاماً.
ولا باشتراط الرؤية بالفطر في شوال
لأن رمضان تاماً.
● ظروف هلال شعبان الفلكية:
حدث الاقتران بين الشمس والقمر والأرض
السبت ٢٩ رجب الساعة ١:٢١م
١٣ مارس ٢٠٢١ بتوقيت مكة المكرمة.
ويهل هلالاً جديداً وهو هلال شعبان، بعد مغيب شمس السبت، وقد أنهى القمر دورته حول
الأرض في شهر رجب بتسع وعشرين يوماً، وإحدى عشرة ساعة، ودقيقتين.
ويستحال ليلة السبت الرؤية البصرية لهلال شعبان
بشتى الوسائل البصرية لأن عمره صغير جداً، وهو خمس ساعات، وثمان دقائق بتوقيت مكة
المكرمة،
فيكون جرمه أيضاً صغيراً،
لا يشاهد لأن الضوء فيه يقدر ب%0.1
وهذه النسبة تكون شبه معدومة الضوء.
ويكون اختفاؤه بالأفق قبل مغيب الشمس بربع ساعة
تقريباً، حتى لو كان غيابه بعد الشمس بسبع دقائق تقريباً.
كل هذه الأسباب بمشيئة الله تؤدي إلى عدم رؤيته
بالوطن العربي، بل بالعالم كله.
مع ثبوت حسابه بالأدلة الصريحة الشرعية
والفلكية، والله أعلم وأحكم.
● أما الدول الإسلامية التي لم تتم
شهر رجب فإنها أخذت برأيي الشرعي والفلكي من العام الماضي،
وإلا كان العرف السائد عندهم إما مشاهدة هلال
الأشهر الحرم ، أو الإتمام،
ورحم الله
عبداً عرف الحق وعمل به.
● الخلاصة :
لا تكون الرؤية البصرية بشتى الوسائل البصرية، إلا
لهلالي رمضان وشوال فقط، من شهور السنة،
أما بقية الشهور، فيعمل بالحساب فقط ولا مانع من
مراقبة الأهله في جميع شهور السنة ولا تشترط الرؤية لإثبات دخول الشهر،إلا ماكان
عليه النص.
المفكر الإسلامي في البحوث الشرعية، والعلوم
الفلكية، المشارك في حساب الأهلة وفصول السنة ومواسمها وظروفها المناخية،
أ.ماجد ممدوح الرخيص