أسباب الاختلاف والتنازع على هلال رمضان مع توضيح ماهو مشروع من الحساب
أوضح: خبير البحوث الشرعية، بالعلوم الفلكية في حساب الأهلة،
وفصول السنة ومواسمها وظروفها المناخية
أ.ماجد بن ممدوح الرخيص
بأن السبب الرئيسي لوقوع التنازع بين المسلمين على إدخال هلال رمضان،
لأنهم جعلوا دخوله مشروطاً برؤية هلال شعبان
وهذا الأمر ليس مفروضاً لا عقلاً ولا نقلاً،
لأن الشهر هو ما اشتهر بين الناس كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية،
والمشهور بيننا والذي يصلح حال الأمة، هو حساب الشهر بالحساب الفلكي،
حيث إنه اشتهر لتميزه بالصحة بل بالدقة المتناهية،
كشروق الشمس وغروبها،
وأحوال القمر وشروقه وغروبه،
وحسابات أخرى متنوعة، فكل عباداتنا مبنية على الحساب به،(الصلاة،الإمساك ،الإفطار،...)
فشهر شعبان شهر من شهور السنة،
لم يشترط له شرعاً المشاهدة مثل كهلالي :
شهر رمضان المبارك وهلال الفطر "شوال"
فإذا أردنا إظهار حساب جديد له على حساب صح واشتهر،
لا يحالفنا إلا الخطأ، وهذا ما يتكرر دائماً بين المسلمين .
وحديث عائشة رضي الله عنها ،
الذين يستدلون به على رؤية هلال شعبان فهو لايبنى بحكم على أول شعبان بل على آخره مع رمضان،
فلو كان كذلك، لذكر معه رجب كما ذكر شعبان مع رمضان.
•والحديث هو: (كان رسول الله يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور،
فإذا رأى هلال رمضان صام، وإن غم عليه عد شعبان ثلاثين يوما وصام)
•إنما حسابه الذي يبنى عليه حكماً هو من آخره بإكمال عدته عند الغمام قبل البدء بالصيام ،كما هو موضح بالحديث: عن أبي هريرة رَضِيَاللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه، فإنْ غُبِّيَ عليكم فأكمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ))
•ولم تكن رؤية الهلال البصرية مشروطة لأي شهر،
سوى رمضان قال الله تعالى:( فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...) [البقرة: 185]. وأدلة أخرى لم تذكر،
وقد يفهم البعض اشتراط مشاهدة هلال ذي الحجة في الآية الكريمةقال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَالْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}البقرة (189)
لا يقصد بالمواقيت المشاهدة بل العدد،وذكر بعض المفسرين ،بأن الله جعلها مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم ، وعدة نسائهم ، ومحل دينهم .
ولتجنب الأخطأ يجب الأخذ بالدليل وترك الاجتهاد العليل الذي بشتراط رؤية الهلال في:
•شعبان
•وذي القعدة
•وذي الحجة
•ومحرم
التي يسميها البعض بالأهلة الشرعية،
وكأن بقية الأهلة غير شرعية.
•وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية بالمسائل الاجتهادية ، التي اختلف فيها العلماء،والمطلوب من المسلم القادر على تحقيق المسائل ومعرفة الراجحمنها بالأدلة الشرعية ، أن يعمل بما ترجح عنده ، كما قال بعض السلف :
قد أحسن من انتهى ما قد سمع .
•ومن المفترض إذا وقع الخطأ في ادخال شهر شعبان أو رمضان،
أن تطبق قاعدة "التقدير"
أو إكمال العدة إذا كان هو الأصلح
وهي قاعدة عظيمه لتضييق الخطأ وتقليله،
ذكرها النبي صلى عليه وسلم ومع هذا لم يستنتجها أهل الحساب ولم تكن معروفة بينهم ،
قاعدة "التقدير" عند حصول اشتباه أو خطأ
وتقدير الحساب:
هو تضييق الحساب على الراجح لديك بعد اتضاح الخطأ فإذا بدأ واستمر،
وأذيع بين الناس، يتم تعليقه والتصريح بالاشتباه به ، حتى نهاية الشهر، مع بداية الهلال الجديد،
ثم يتم توضيح الحساب الصحيح
•فذكر بالحديث لفظ "تقدروا له"
وهي سنة للمصطفى ﷺ مهجورة
ذكرها ﷺ
بصيغ :
•:تقدير شعبان ثلاثين:
وذلك عند عدم رؤية هلال رمضان يوم تسع وعشرين منه
•ذكرها بدون عدد:
وللتراجع فوراً عن الخطأ قبل أن يستمر إذا وجد الدليل القاطع،
•قاعدة التقدير هي قاعدة ثابتة لحساب الشهر على الأغلب :
«الشهر تسعة وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهِلاَل،
ولا تفطروا حتى تروه، فَإِن غم عليكم، فاقدروا له»
الله أعلم تقدير الشهر بثلاثين يوماً،
لتضييق الاشتباه بالإكمال.
مالم يترجح رؤية الهلال عند الجوار
كان ذلك في نهاية شعبان مع بداية رمضان، أو نهاية رمضان مع بداية شوال،
يعني مشاهدة كل من:
هلال رمضان وهلال شوال
أو إتمام العدة ثلاثون يوماً،
وهي عدة شعبان وعدة رمضان.
والحق أن يحسم الخطأ ويقدر على أضيقه في جميع شهور السنة ،
كما جاء عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((إنَّا أمَّةٌ أميَّةٌ لا نكتُبُ، ولا نحسِبُ، الشَّهرُ هكذا وهكذا)) يعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ، ومرَّةً ثلاثينَ،
ويثبت صحة الهلال بالحساب الفلكي الحديث،
فهو الحكم لجميع شهور السنة ماعدا ماورد فيه الدليل، بالآية السابقة، وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهلالي رمضان وشوال ،
إما رؤية الهلال أو إتمام عدة الشهر بثلاثين يوماً.
والله أعلم وأحكم.