أخطاء مستمرة في بدايات شهور العام الهجري في حساب الأمة




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بعد الاطلاع على البحوث الكثيرة ودراسات في الأهلة فإن الباحث الشرعي في البحوث الشرعية الفلكية، المشارك في حساب الأهلة وفصول السنة، ومواسمها وظروفها المناخية،

 أ. ماجد ممدوح الرخيص

يوضح حساب الأهلة وفق الشريعة الإسلامية،  ووفق ماهو صحيحًا فلكيًا، بعد البحث والاطلاع  وجدنا أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، قد رسم لنا طريقًا واضحًا  لضبط حساب الأهلة،

ويتكون من قاعدتين أساسيتين:

الأولى - الحساب المقيد:

وهو الشهر الذي قيد دخوله برؤية الهلال، وهما شهران فقط في السنة: 

هلال رمضان وهلال الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم:

- لا تصوموا حتى تَرَوُا الهلالَ، ولا تُفْطِروا حتى تَرَوْهُ، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُروا له

الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: الألباني |المصدر: صحيح الجامع


- يفهم من ذلك  عند تعذر رؤية هلال رمضان ستتم عدة شعبان ٣٠ يومًا

وبالمثل عند تعذر رؤية هلال الفطر ستتم عدة رمضان ٣٠ يومًا

ويوجد أدلة صحيحة تنص بإتمام عدة شهر شعبان عند عدم رؤية هلال رمضان، وإتمام عدة شهر رمضان عند عدم رؤية هلال الفطر لم نذكرها،

ملاحظة:

وعلى رأي الجمهور يجوز توحيد، مطالع الأهلة للجميع بمطلع واحد.


القاعدة الثانية:

الحساب المطلق وهو حساب لجميع شهور السنة ماعدا المقيد منه، 

حيث وضع له المصطفى ﷺ طريقة حساب تضبطه بحالة عدم

معرفة الحساب وهي، على أن يتم حساب  الشهر، مرة "٣٠" يومًا، ومرة لايتم "٢٩" يومًا، وذلك بحالة عدم 

اتقان حساب الشهر، كما - سنه نبينا ﷺ في الحديث الوارد:

"إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ، الشهر هَكَذَا وهَكَذَا. 

يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وعِشْرِينَ، ومَرَّةً ثَلَاثِينَ.

الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري


وكما أنه ذُكر الحساب المطلق أيضًا بحساب الزمن بشكل عام ماعدا المخصص منه، فيحسب  بحساب منازل القمر، كما هو وارد  في قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ والحساب ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚيُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْم يَعْلَمُونَ}(5)يونس

وذلك للتيسير على العباد، فيما يحسب به لتنظيم شؤون حياتهم

أما في قول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ ••••} (١٩٨) البقرة

جآء توقيت الحج معطوفًا على ماتحسب به الناس، في حياتهم وليس مخالفًا لحسابهم، تيسيرًا عليهم، 


وذكر شيخ الإسلام رحمه الله: بأن الهلال مأخوذ من الاستهلال وهو رفع الصوت، وإن لم يعلم الناس به، والشهر مأخوذ من الاشتهار، وهو ما اشتهر بين الناس


الخلاصة: إذا كان الاستهلال بين الناس يكون هو المعتمد لشروط صحة الشهر

مع أن ذلك فيه صعوبة على العباد  فأرى أن يكون هذا الحساب مفضولًا،

لأن المصطفى ﷺ نقل الناس إلى الفاضل، 

كما في حديث:

"إنا أمك أمية. ". لأن الناس لاتملك التصرف بسهولة الاستهلال مما تتعرض له السماء، من عدم سهولة رؤية الهلال لظروف، جوية لا تُحكم، فلذلك تم تثبيت 

حساب الشهر، مرة ٣٠ ومرة ٢٩ على مدار العام،

ماعدا المقيد منه، في حالة أن الأمة أمة نعتمد على العلم الضروري الحسي الذي يعتمد عليه الأمي، والعقل الفطري وليس له علاقة بعامي ولا جاهل، فلا نفتخر بالأمية، ولا بترك 

العلم وتجاهله، وفيه أيضًا تقرير لحساب شهور السنة،  فهذه إشارة تسهيل من المصطفى ﷺ لمنع تصعيب الحساب في حياة المسلمين،

فإذا كان المشهور هو الحساب يكون هو المعتمد،  كما هو في حديث  "إنا أمة أمية. ". عدا ماتم تقييده من حساب،

-كان الناس قريبًا يعتمدون على إدخال الشهور كلها برؤية الهلال، بشهادة شاهدين عدلين، ماعدا رمضان فإنه يدخله شاهد واحد ولا يخرجه إلا شاهدان، لأنه كل يعمل على إمكانياته

الشرعية والعلمية.

أما في تطور الوسائل في زمن العلم وتطور المعرفة  فإن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، في هذا الزمن، لم تعد أمة أمية بحساب الأهلة، فهي غير معذورة بترك الحساب المطلق لحساب الأهله، حينما تترك الصحيح من الحساب  الفلكي الدقيق، وتلجأ إلى 

حسابات خاطئة شرعيًا وفلكيًا.

- ولم يرد عنه ﷺ حساب ما هو منشر اليوم بالتركيز فقط على أشهر الحرم، وإلحاقها بالحساب المقيد، ولم يشترط ﷺ رؤية الهلال لدخول هذه الشهور ولا بإتمام الغير تام، في حالة عدم رؤية الهلال، إلا بالحساب المقيد منها، لأنه بهذا الحساب الخاطئ  قد يتكررإتمام أربعة شهور، أو أكثر،  وهذا العمل يجعل حساب السنة مضطربًا خلافًا للصواب، حتى إن الخطأ يصل إلى إفطار أول يوم من رمضان، وصيام أول يوم من شهر الفطر، وقد حدث ذلك سنوات سابقة كثيرة، وسيستمر هذا الخطأ إن لم تترك أسبابه،

-وسبب الخطأ هو حساب نصف السنة برؤية الهلال وحساب النصف الآخر

 بالحساب الفلكي،


فماهو الحل؟

١- إما أن يترك الحساب الفلكي ويعلن جهل الأمة بضبط حساب الأهلة ، ويخرج كل شهر للصحراء، والمراصد الفلكية، ليتم إثبات رؤية الهلال عيانًا بيانًا، على مدار العام، فيكون خلافًا الواقع الذي تعيشه الأمة من تطور علمي.

٢- الخطأ هذا قديم، إن لم يتلاشى فإن الأمة تعيش في حرج،

٣- الاعتراف بنصف حساب الأهلة بالرؤية، والنصف الآخر بالحساب 

الفلكي، يوقع الخطأ بحاسب دخول الأهلة نسبة١٠٠٪؜  مثل واقعنا المعاصر


٤- تُخلع ساعات توقيت الزمن من الأيدي وتضبط أوقات الصلاوات 

على الضابط الشمسي القديم: دخول الفجر والشروق  والزوال  والظل والغروب وغياب الشفق الأحمر، النهار والليل وقت الإمساك، الإفطار، يعني ترفض الوسائل الحديثة للعبادات، التي امتن الله بها على العباد، واتفقت الأمة على صحتها وقبولها، وترجع أمة بدائية، وهل يعقل ذلك التصرف أن يرفض العلم ووسائله الحديثة المعينة على تسهيل طاعة الله؟

لا يعقل ذلك أبدًا.

الحل:

-اتباع الدليل أولًا، والتمييز بين الأدلة 

-والتمييز بين تغير الوسائل الفقهية

-ولا تترك الوسائل الحديثة المعينة على تطبيق العبادات بيسر وسهولة، 

-العمل بما هو ميسر ومشروع.

-ينبغي التفطن بأن الهلال إذا لم يولد في الشرق نهارا

إلا بعد غروب الشمس فإن ثلاثة أرباع سكان الأرض

سيتمون الشهر لأن الهلال في الأغلب سيغرب قبل غروب

الشمس حتى لو كان قد ولد نهارا قبل مغيب الشمس  

في أدنى الشرق من المنتصف الأرض.


خاتمة:

- والقاعدة الأساسية الثانية، تبقى ثابتة على مر الزمان، تطبق بحالة عدم ضبط حساب شهور السنة.

- وقع البعض بهذا الخطأ وهو حساب العام بحساب المقيد، كما حصل 

بإتمام شهر ذي الحجة، وهو غير تام اشتراطاَ لدخول شهر الله المحرم 

رؤية هلاله، دون دليل شرعي، وجعلوا بداية السنة الهجرية

1443هـ يوم الثلاثاء،

بدلًا من الإثنين الموافق، 9 أغسطس 2021

والله ولي  التوفيق،