الأنواءالفلكية والمواسم الزراعية في تهامة
نوء الطرف
يطلع في اليمن فجر يوم 23 أغسطس، الموافق 10 ذو الخراف حميري، 10 الروابع الأولى معلم زراعي، وعدد أيامه 13 يوما، وهو النجم الثاني من نجوم فصل الخريف في اليمن على حساب منازل الشمس ، وهو بداية ظهور سهيل اليماني في وسط الجزيرة العربية، و نوء الطرف من النجوم الشامية، وهو طرف الأسد، وهما نجمان أحدهما نيّر واضح يرى قبل أوانه، وتقول العرب أيضاً ( إذا طلع سهيل طاب الليل وأمتنع القيل ولأم الفصيل الويل ورفع الكيل)والصحيح أن للفصيل الويل، وليس لأمه،لأنه يمنع من الرضاعة بعد طلوع سهيل، مع أنه حديث الولادة، وكذا لهم الويل من التقلبات الجوية، وقولهم( رفع كيل) أي الحر الشديد، وجاء بعده البرد ، وأصل المثل وضع كيل ورفع كيل، وفيه يبرد الجو آخر الليل، وكما يتلطف أيضا بعد غروب الشمس، ويتحسن الطقس نهاراً خصوصاً في الصباح الباكر، ومع استمرار الحر في وسط النهار والسموم حتى بعد العصر، وتقول العامة تصابيح آب تقرح امثور (أي تتعبه من شدة الحرارة ) ، ويعتبر نوء الطرف من أكثر مواسم نزول ماء الأمطار بإذن الله على تهامة، أما الرياح فتهب رياح الحرضية بضعف ، ولم يتبق لها من انتهاء موسمها إلا عشرة أيام فقط، وكما تزداد الرطوبة بالسواحل ، ولايزال طول الليل في إزدياد ، وطول النهار في نقصان، وفي نوء الطرف يزرع والبطيخ والشمام والذرة البيضاء والسمسم والدخن والدجرى والحبحب ودباء قاش (القرع التهامي) والخيار والكوسة والطماطم والخ...
وهو اخر موسم تمر المناصف وبداية موسم الخرمش أو القشطة،
وتهاجر في نوء الطرف بعض الطيور المهاجرة كطير الماي .
ومن الناحية الفلكية: فالشمس في برج السنبلة، وفي منزلة الزبرة ، و المتوسط فجرا منزلة البطين، و الغارب فجرا سعد بلع ، ويشاهد نجم سهيل فجرا بوضوح، مرتفعا عن الافق الجنوبي بحوالي 6 أصابع.
وعشاء: طالع أول الليل منزلة سعد السعود ، والمتوسط منزلة الشولة، والغارب منزلة الصرفة، وكذا يبدأ النجم الثالث من مجموعة الدب الأكبر في الغروب في الجهة الشمالية الغربية، ويشاهد عشاء نجما الفرقدين، وهما شرق النجم السادس من نجوم مجموعة الدب الأكبر، والمسافة بينهما حوالي شبر، والفرقدان نجمان أحدهما أعلى والثاني أسفل منه، على استقامة واحدة تقريبا، وهما مشهوران عند العرب القدماء، وهما مقدمة مجموعة الدب الأصغر، والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى الروابع الأخيرة، وأما في وادي مور فمعلم الخامس، وأما في باجل والمراوعة فمعلم السادس، وأما في وادي زبيد ورماع، فلا يزال موسم الأولين ساريا
إعداد الأستاذ / حسن هبه الزبيدي