الباحث الفلكي الزبيدي،
أهلا تشرين الأول في تهامة
يبدأ شهر تشرين الأول
في اليمن يوم 14 أكتوبر
من كل عام، وعدد أيامه 31 يوما، ويوافق من
الأشهر
الحميرية بداية شهر ذو الصراب الأول.
يعتبر شهر تشرين الأول هو أول أشهر السنة
السريانية أو
الرومية،
وأصل تسمية بهذا الإسم إما سومرية أو بابلية،
وتعني في اللغة العربية البدء والشروع فهو
أول السنة، وهكذا يشرع فيه الفلاح في
قضاء ديونه بعد انتهاء موسم الزراعة الصيفية
والاستعداد لفصل الشتاء .
ولكن غالبية أراضي تهامة لاتزال في عنفوان
شبابها، حيث أن المحصول من الزراعة
الصيفية لايعد شيئا عند محصول الزراعة
الخريفية.
تشرين الأول يعتبر أول أشهر فصل الشتاء،
ويلاحظ أن درجات الحرارة ليلا تنخفض أكثر
من ذي قبل، وإن كان نهاره خاصة في ثلثه
الأول أشد حرارة من بقية الشهر، نظرا لوقوعه
في فصل المحرق بحساب أهل وادي زبيد
ورماع، وخاصة في الخبوت التهامية.
تشرين الأول لايزال موسم شروق نجوم مجموعة
الدب الأكبر، وخاصة الخامس، والسادس، والسابع،
وتتميز فترة شروقهم بشدة البروق، وهطول
البرد و الأمطار الكبار الباردة.
فصل المحرق هو الأشد حرارة على المزروعات،
ولذا ترى ذابلة من فترة الضحى حتى بعد
العصر، ولكن إن وقعت فيه أمطار انخفضت
شدة
الحرارة.
في تشرين الأول تهب بضعف رياح الأزيب
الباردة، وتشتد في آخره، وعند هبوبها
عصرا تجلب بأمرالله الأمراض الموسمية:
السعال و الإنفلونزا والملاريا، ولذا يقال :
في تشرين القرص يكفي عشرين.
ويقصد به: أن رغيف الخبز يكفي
الأسرة كلها، نظرا لمرض أغلبها ،
فلا تأكل شيئا منه.
في تشرين الأول تبدأ المزروعات الخريفية
-غير الحبوب - في الجني كالباذنجان
و الكوسة والبسباس والبصل والبقل، وأما
الطماطم فلا يزال يغرس،
ويسفح في مناطق أخرى.
وكما يحصد فيه حبوب الدخن المزروع صيفا،
وخاصة
في الهيج والحواز من تهامة.
في شهر تشرين الأول يقارن القمر الثريا
ليلة
السابع عشر من الشهر الهجري غالبا.
فيه موسم المذليح الذويلح، وهو موسم جديد
لزراعة المزروعات الشتوية، وقد اختلف في تحديده:
فمن الفلاحين يحدده بعشرة أيام، وهي العشر
الاولى من شهر تشرين الأول، ومنهم من يقول
بل هو يومان ونصف وهم يوم 19 تشرين الأول،
و20، ونصف يوم 21 وهو الأرجح،
وهو موسم مشهور في وادي رماع.
كما يوجد في موسم السابع يوم يسمى سابع السابع
أي يوم 7 تشرين الأول الموافق 24 أكتوبر،
وهو موسم جيد لزراعة كل شيء، وهو موسم
مشهور في وادي زبيد لزراعة الذرة الصفراء
- الهند - وإن كان فصل الشتاء كله موسم جيد
لزراعتها.
في تشرين الأول تبدأ أشجار السدر في الإزهار،
وكذا شجرة المانجو، خاصة التيمور .
ولايزال موسم تزاوج الكلاب والماشية
مستمرا.
ويعتبر النصف الأخير من تشرين الأول
موسم جيد لزراعة جميع المزروعات،
حيث يصادف طلوع الثريا عشاء، ولذا يقال:
إذا طلعت الثريا عشاء اتنم ما تشاء،
ويسمى بالوسمي في وادي مور، وعلامة
دخوله هو طلوع السابع فجرا ورؤيته بالعين
المجردة.
ولتشرين الأول ثلاثة أنواء تطلع فجرا:
نوء العواء والسماك والغفر، وله المواسم
في وادي زبيد: السابع والغفر والحيمر، ويقصد
به السماك.
وأما في باجل فله: موسم عين الصواب وعين
الاربعين وعين الخمسين.
وله في وادي مور: موسم المرزقين وعين
الصواب والوسمي، وفي المناطق الوسطى
له معلمان: أول فارع وعشاء ربيع كامه.
لاتزال فاكهة الرمان والعنب والبرتقال
و تملأ الأسواق في تهامة و كذا الحبحب
والشمام و الخرمش .
كما تنتشر فاكهة دباء قاش أو النهص أو صغار
الفرقوص في الأسواق، وتجلب من خبوت تهامة .
وفي الفجر تملأ صفحة السماء من الجنوب
إلى الشمال سهيل وسط السماء، وكذا الشعرى
اليمانية،وكذا الثريا في الجزء الغربي من
السماء، وطلوع مجموعة الدب الأكبر من
الشمال الشرقي.
وعشاء من الشمال الشرقي نجوم مجموعة
ذات الكرسي طالعة، وكذا برج الدلو،
وفي وسط السماء النسر الطائر والواقع
إلى الغرب الشمالي منه، وبرج العقرب
متدليا للغروب.
في تشرين يطيب الزمان في تهامة،
وتحلو الليالي قبل حلول فصل الشتاء القارص،
في تشرين الثاني، وشهري كوانين.
وتحل الشمس في ثلاث منازل :
الغفر والزبانا و الأكليل،
وله من البروج: الثلث الأخير من برج الميزان
وثلثين من برج العقرب.
طول ظل الإنسان وقت الزوال يصل الى
أربعة أقدام
ونصف.
وتصل معظم أوقات الصلاة أقصى درجة
لها في
التراجع فالظهر 11:54
والعصر 3:10
والمغرب 5: 37
والعشاء 6: 47.
إعداد الأستاذ / حسن هبه الزبيدي