الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة، لنجمي الزبرة والصرفة
نوء الزبرة :
يطلع هذا النوء فى اليمن فجر يوم 18 سبتمبر ميلادي ، الموافق 18 ذو علان الحميري، وعدد أيامه 13 يوما، ويعتبر رابع أنواء فصل الخريف في اليمن بحساب حلول الشمس في المنازل ، وسمى هذا النوء بالزبرة، نسبة لزبرة الأسد، وزبرة الأسد هي كاهله، والكاهل هو مغرز العنق، ونوء الزبرة نجمان مضيئان من النجوم الشامية بينهما مقدار سوط (متر) في رأي العين، أحدهما الى الشمال والآخر الي الجنوب، ويشكلان مع نجم الصرفة مثلثا قاعدته متجهة إلى الغرب، (لان الصرفة أسفل منهما)، وهما من القدرين الثاني والثالث في الاضاءة.
وفي هذا النوء تزداد برودة الجو ليلا، وتمتلأ السماء بالسحب بالنهار وتنخفض درجة الحرارة قليلا ، وتهطل الأمطار الرعدية المحمودة -بإذن الله- على بعض المناطق دون الأخرى من تهامة، مما جعل المزرعين يقولون:(مطر أيلول يحد) أي (يقع في مناطق دون أخرى في اليوم الواحد، ثم يتغير في اليوم التالي الى مناطق أخرى - بإذن الله- .
وفي وسط هذا النوء يحصل الاعتدال الخريفي في يوم 23 سبتمبر، حيث توازي الشمس خط الاستواء الأرضي ، وتدخل الشمس في برج الميزان بحسب الحساب الاصطلاحي القديم، وإنما هي تدخل برج السنبلة من يوم 16/9 ميلادي، وكما أنه في آخر يوم من هذا النوء ينتهي طول النهار، وبالتحديد فى يوم 30/9 ،ليتساوى الليل والنهار في اليوم الثاني مباشرة في تهامة، أي في 1 أكتوبر ميلادية ، ثم بعد هذا التساوي بين الليل والنهار، تبدأ فترة الليل بالزيادة، وفترة النهار بالنقصان، ولايزال سطوع الشمس شديدا، ودرجة الحرارة مرتفعة،في فترة ما بعد الظهيرة حتى قبل المغرب، وتسمى (كلوة أيلول )، وينصح بعدم النوم تحت أديم السماء بدون غطاء ، لبرودة الجو في منتصف الليل مما يسبب الزكام والالتهابات، وتكون الرياح فيه مائلة للسكون مع تقلب في هبوبها شمالا و جنوبا، وفي العاشر من أيام نوء الزبرة أي في 27 سبتمبر ميلادي، الموافق 14 أيلول يحل موسم ريح الأزيب (أبو علي)، ويقال: الازيب يطير الذري من يد الذاري ( والمقصود بالذري حبوب الذرة)، و يهب لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة، ثم يغيب لمدة 40 يوما ، وفي هذا النوء يبذر الطماطم في جهتي الضحي والتحيتا، كما تغرس فيه شتلات البسباس والبصل المتاخرة ، ويزرع فيه الباذنجان والكراث والجرجير والفاصوليا والبقدونس والخيار والذرة البيضاء لبعض المناطق القريبة من البحر، والبطاطا الحلوة والفجل والكوسة واللوبيا، وبقية الخضروات،
ولايزال سفح بذر الباباي وكذا غرس الموز مستمرا كما يستمر فيه تدفق فاكهة القشطة (الخرمش)، والرمان والعنب بكافة أنواعه الى أسواق تهامة ، إضافة الى فاكهة الشمام والحبحب، وفيه أيضا تنتهي بعض مواسم الصيد في الجزر الشمالية في البحر الأحمر، لبعض أنواع السمك، حيث بدأت هذه المواسم من شهر أبريل الماضي، حتى آخر سبتمبر .
ومن الناحية الفلكية: فالشمس في منزلة العواء، في أول برج السنبلة ، ثم تدخل برج الميزان .
فجرا : تتوسط السماء منزلة الدبران، و تغيب منزلة سعد الأخبية ، و يشاهد النجم الثالث من مجموعة الدب الأكبر وهو طالع من قلب الشمال الشرقي فجرا ، وترى تلثريا وقد جاوزت منتصف السماء إلى الغرب ، وترى مجموعة الجبار مزينة الجهة الشرقية وقرب منتصف السماء ، وكما يشاهد نجم سهيل في الأفق الجنوبي متألقا، وأما مجموعة ذات الكرسي فهي متدلية للغروب في الأفق الشمالي الغربي.
أما عشاء: فطالع أول الليل منزلة الفرغ المؤخر، وطالع العشاء منزلة بطن الحوت و ، و تغيب منزلة السماك ويغيب أيضا النجم الخامس من مجموعة الدب الأكبر عشاء، ويتوسط السماء عشاء منزلة البلدة .
والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى سادس علان وسيبدأ من يوم 22 سبتمبر ، وأما معالم الزراعة في تهامة فموسم الرابع في وادي زبيد و رمع وجنوبا الى الخوخة ، والذي بدأ من 14 سبتمبر، لمدة 10 أيام، ثم يدخل موسم الخامس من يوم 25 سبتمبر،
وأما في بيت الفقيه فموسم السابع، والذي بدأ من 11 سبتمبر، لمدة 13 يوما، ثم موسم الغفر وأما في باجل فموسم الكلاب، ويسمى في وادي مور موسم الكلب، والذي بدأ في 17 سبتمبر لمدة 14 يوما (يقصد به موسم تزاوج الكلاب) .
إعداد الأستاذ / حسن هبه الزبيدي
(الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة
نوء الصرفة :
يطلع في اليمن فجر يوم 1 أكتوبر ميلادي من كل عام ، الموافق 18 أيلول سرياني، الموافق 18 ذو علان حميري، وعدد أيامه 13 يوما، ويعتبر خامس نوء من أنواء فصل الخريف بحساب حلول الشمس في المنازل ، وهو أحد المنازل الشامية، وهو نجم واحد مضيء، حوله نجوم صغار طمس، و يسمى أيضا بقلب الأسد، وسمي بالصرفة لإنصراف الحر عند طلوعه فجرا، ويطلع من جهة المشرق، وفيه يتساوى الليل والنهار في اليمن في أول يومين فيه بشكل عام، وتقول العرب: ( إذا طلعت الصرفة احتال كل ذي حرفة وجفر كل ذي نطفة وامتيز عن الماء زلفة ) ومعنى قولهم: احتال كل ذي حرفة، أي أن الشتاء قد أقبل، ولابد لكل ذي حرفة أن يحتال للشتاء بما يصلحه به من الاحتياجات. وقولهم: و جفر كل ذي نطفة، أي أن الحوامل من الإبل قد ظهر حملها، وعظمت بطونها فليس يدنو منها الفحل.
وقولهم: و امتيز عن الماء زلفة، أي أنهم يخرجون متبدين ويفارقون المياه التي كانوا عليها لطلب الكلأ.
وفي نوء الصرفة يعتدل الجو نهارا، وتزداد البرودة في الليل عن ما قبله من الليالي، وتختفي فيه السحب القادمة من جهة الشرق إلى الغرب، وتتلاشى الرطوبة والسموم، وفي منتصف هذا النوء تبدأ السحب في الظهور من جهة المغرب، والمعهود أن المطر في هذا النوء قليل، وربما نادر بقدر الله، وله سبحانه في خلقه شؤون ، ويقال أن المطر في هذه الأيام (موسم السادس بوادي زبيد) يسبب مرض العسال في المزروعات، ويغير طعم ولون عسل النحل (العلب أو السدر) في أنحاء تهامة كلها ،والمناطق الجبلية القريبة منها.
وفي هذا النوء يبدأ فصل أو موسم المحرق بالظهور في خبوت تهامة ، وموسم المحرق يمتاز بشدة حرارة الشمس من الضحى حتى العصر، مما يجعل الزروع في الخبوت تحتاج إلى الماء، فإن لم تمطر يبست، ولذا ترى الزروع ظهرا وهي ذابلة، تكاد أن تموت.
و المحرق اسم لثلاثة مواسم: الأول: موسم المحرق عند أصحاب النخيل ويقصد به الأيام التي تيبس فيه جرائد النخل السفلى من النخلة ويكون في منتصف شهر آب وما بعده لمدة شهر.
الثاني: موسم المحرق عند أصحاب النحل ويقصد به شدة أكل النحل للسكر وشبقها بذلك، ووقته بعد جني محصول عسل العلب أو السدر أي شهر ديسمبر كلها تقريبا.
والثالث : موسم في خبوت تهامة، وهذا الذي نعنيه هنا،
ومدة موسم المحرق في خبوت تهامة مختلف في عدد أيامه: فمن المزارعين من يجعل فترته 10 أيام، ومنهم من يجعل فترته 20 يوما ، ومنهم من يجعل فترته 24 يوما، ومنهم من يجعل فترته 40 يوما، تبدأ من يوم 24 سبتمبر ميلادي، الموافق 11 أيلول سرياني وتنتهي يوم 2 نوفمبر ميلادي الموافق 20 تشرين أول سرياني، ولعل هذا الأخير هو الأصوب -والله أعلم- أي أن مدته 40 يوما ، وبحصول المطر في فترته تنكسر شدة حرارة الشمس فيه، ولا يلاحظ منه إلا أياما قلية فقط ،قد تكون 10 أيام في بعض السنين، وفي بعضها 24 يوما فقط، ويندر بقدر الله عدم هطول الأمطار في مدة المحرق الأربعين يوما كلها، بل لابد من حصول الأمطار في هذه الفترة ولو مرة واحدة.
وينصح المزارعون بكثرة سقي المزروعات التي تزرع على الآبار ،لأن حرارة الشمس تؤثر عليها .
و يستمر في هذا النوء بذر وغرس الطماطم والبقل والملوخية والجرجير والباميا وغيرهم من الخضروات والفواكه، وأما الحبوب فتصلح زراعة الذرة الصفراء ( الهند) وكذا الدخن للمتأخرين، وأما الذرة البيضاء فلا تصلح زراعتها هذه الأيام بقدر الله.
وكما يبدأ جني الباذنجان والبصل الأخضر والبقل القرن والكوسة المتقدم زراعتها، والنهص وهو صغار الحبحب( الفرقوس) المزروع في خبوت تهامة، وكما تمتلأ الأسواق التهامية بفاكهة الجوافة والقشطة والرمان ،الحبحب والشمام المجني من باجل و الضحي، وبعض مناطق الحسينية.
ويبدأ فيه حصاد أوائل حبوب الدخن المزروع في فصل الصيف ( المبكري، أي في منتصف شهر أيار).
وأما من الناحية الفلكية :
فالشمس في منزلة السماك و في برج الميزان بالحساب القديم،وفي برج السنبلة بالتحقيق.
فجرا : تتوسط السماء منزلة الهقعة، وتغرب منزلة الفرع المقدم، وكذا تتدلى مجموعة ذات الكرسي في الشمال الغربي للغروب، كما يشاهد طلوع النجم الرابع والخامس من مجموعة الدب الأكبر في الشمال الشرقي مع صفاء الجو ، و أما نجم سهيل فقريب من منتصف السماء في الأفق الجنوبي،وتشاهد الثريا في الجهة الغربية من السماء قد جاوزت المنتصف بشبر تقريبا.
أما عشاء : فطالع أول الليل منزلة بطن الحوت ،وطالع العشاء منزلة الشرطان، و يتوسط السماء منزلة سعد الذابح ، والغارب منزلة الغفر، ويغرب أيضا النجم السادس من نجوم مجموعة الدب الأكبر، وكما ترى المجرة(كأنها لطخة سحاب) وهي تتوسط السماء من الشمال الشرقي من مجموعة ذات الكرسي -والتي اكتمل طلوعها - الى الجنوب الغربي في منزلة الشولة.
وأما المعلم الزراعي للمناطق الوسطى: فبقية سادس علان ثم سابع علان من يوم 22 أيلول ،الموافق 5 أكتوبر، الموافق 22 علان حميري.
وأما المعالم الزراعية في تهامة : ففي وادي زبيد ورماع يبدأ موسم السادس من يوم 21 أيلول،الموافق 4 أكتوبر ، وفي باجل والمراوعة فموسم السماك من يوم 18 أيلول ،الموافق 1 أكتوبر، ولمدة 13 يوما، وفي وادي مور موسم الكلب، (أي تزاوج الكلاب)، بدأ من يوم 11 أيلول، الموافق 24 سبتمبر الى يوم 24 أيلول ،الموافق 7 أكتوبر، ثم موسم الصواب.
إعداد الأستاذ / حسن هبه
الزبيدي