تأملات في آية {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
خَلْق هذا الكون مترامي الأطراف ،
العجيب في تماسكه ، دليل على
عظمة الخالق الله جل جلاله، سبحانه هو العلي العظيم،
الذي أحسن كل شئ خلقه،
وإن المتأمل في خلق السماوات
والأرض،
يعرف بأن هناك رباً واحداً لا معبود
سواه
قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ
الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا{
12- الطلاق
عن ابنِ مسعودٍ قال: بين السماءِ الدنيا،
والتي تليها خمسُمائةِ عامٍ، وبين كلِّ سماءٍ
وسماءٍ خمسُمائةِ عامٍ،
وبين السماءِ السابعةِ والكرسيِّ خمسُمائةِ عامٍ،
وبين الكرسيِّ والماءِ خمسُمائةِ عامٍ،
والعرشُ فوق الماءِ، واللهُ فوق العرشِ،
لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِكم.
الراوي : زر بن حبيش | المحدث :
ابن باز | المصدر :
شرح كتاب التوحيد لابن باز
الصفحة أو الرقم : 389
| خلاصة حكم المحدث : صحيح جيد
هذه السماوات التي جعلها الله طباقاً على
شكل قبة بعيدة عن الأرض فيطلق
عليها اسم قبة سماوية ،
المبنية بقدرة القادر بغير عمد ترونها ،
عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله:
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ )
قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم
وكفركم تكذيبكم بها ،انتهى كلامه.
فمثل ماخلق الله سبع سماوات طباقاً،
يعجز الإنسان عن الوصول
إلى السماء الأولى لبعدها ومخاطرها،
خلق سبع أراضين، والعلم الحديث
يدرك أن عمق الأرض وكثافتها لأسفل
ولا يستطيع الوصول لآخرها ولا
الالتفاف حولها، بل يلتف فوقها فقط ،
لأن الله جعل الأرض كفاتاً
، معنى الكفت في اللغة : القبض والجمع،
أي: تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم،
وقيل: معناه تضم الأحياء التي
هي الإنسان
والحيوانات والنبات، والأموات التي
هي الجمادات من الأرض والماء غير ذلك.
والأرض ليست كروية بل هي مبسوطة
على شكل استدارة صحن وليست
على استواء واحد
فقال ابن عباس في معنى ذلك: "
إنه تعالى
خلق الأرض بأقواتها قبل السماء غير
أنه لم يدحها، ثم خلق السماوات،
ثم دحا الأرض بعد ذلك.
والأرض مددناها فبسطناها،
لأنه قال:
في موضع آخر{والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}
30- النازعات
- قال ابن عباس: خلق الله - جل ذكره
- الأرض بأقواتها من غيرأن يدحوها،
ثم استوى إلى السماء
فسواهن سبع سماوات ثم دحا الأرض
بعد ذلك.
والدحو في كلام العرب: البسط والمد.
قال قتادة والسدي: {دَحَاهَا} " بسطها ".
خاتمة:
سؤال / لماذا لم يكن للأرض حافة نهاية
إذا كانت الأرض مبسوطة؟
لأنه لم يستطيع أحد الوصول إلى
نهاية الأرض مع القبة السماوية،
لمخاطر دونها ترد القادم إليها،
فالبشر يموت
والمراكب تتلف والصواريخ تتفجر
وليسأل نفسه هذا السائل:
كيف رفع الله السماء بغير عمد ترونها؟
ليعرف عظمة الخالق .
والله أعلم وأحكم،
الباحث الشرعي في البحوث الشرعية الفلكية
المشارك في حساب
الأهلة وفصول السنة ومواسمها وظروفها المناخية،
أ.ماجد ممدوح الرخيص