الأنواء الفلكية
والمواسم الزراعية في تهامة - الباحث الفلكي الزبيدي
نوء الزبانا
يطلع في اليمن فجر يوم 22 نوفمبر،الموافق 9 تشرين ثاني رومي،9
ذو المهلة حميري، وعدد أيامه ( 13) يوما،
والزبانا نجمان نيران بينهما قرابة مترين في نظر العين،
وهو ثاني النجوم اليمانية، و ثاني أنواء فصل
الشتاء بحلول الشمس فيه،
وسميت الزبانا بهذا الإسم لأن العرب جعلتهما
زبانى العقرب (أي قرناه)،
ويقول ساجع العرب:(إذا طلعت الزبانى، أحدثت لكل ذي عيال شانا،
ولكل ذي ماشية هوانا، فاجمع لأهلك ولا توانا)
أي أنها علامة دخول فصل الشتاء، فينشغل ذي العيال بعياله،
(كسوتهم الشتوية ، وإكثار الأكل لهم)،
ويحصل لصاحب الماشية مشقة في تتبع ماشيته،
ولذا ينصح بالاستعداد لفصل الشتاء وعدم التواني في الاستعداد له،
وتظهر فيه ملامح الشتاء أكثر من ذي قبل، وتزداد برودة الجو
ليلاً أكثر، ولا
يستحسن شرب الماء البارد ليلا،
وتهيج الإبل فيه، وماتزال تهب فيه رياح الجنوب (الأزيب)
الباردة ،
ويصعب فيه التئام الجروح، وتكون آلام الجروح والكدمات
و الإصابات أشد من الأوقات الأخرى، ولذا ينهى العرب فيه
عن الفصد
والكي،
وتظهر فيه السحب، وربما تنزلت أمطار خفيفة بإذن الله،
وكما تبدأ أوراق السمسم أو الجلجلان في الإصفرار ثم السقوط
لقرب موسم حصاده،
في بعض الأراضي، وبعضها
قد حصد، ومثله الذرة البيضاء (القيرع )،
حيث يبدأ صرابها في هذا النوء، وكذا حبوب الدخن، وكما يستمر
النحالون في جني محصول عسل السدر(العلب)،
وكما يبدأ جني الطماطم المزروع في المناطق الباردة من تهامة،
والتي تبعد مابين 5 الى 10 كيلو من الجبال غربا، وكما تغرس فيه
الفواكه التي تزرع في تهامة، ويكثر فيه جني محصول البسباس والحبحب،
والباذنجان،
والفجل، والبصل، ويقل محصول الليمون، والفل، والباميا، والملوخية،
وبقية الخضروات التي يتأثر إنتاجها بدخول فصل الشتاء.
ومن الناحية الفلكية::
فالشمس في برج القوس،
وفي منزلة القلب،
والمتوسط فجرا منزلة الطرف ،
والغارب منزلة البطين ، وتشاهد مجموعة الدب الأكبر، وهي مرتفعة
عن الأفق الشمالي الشرقي تكاد تصل منتصف السماء،
ويشاهد نجمي الفرقدين، وهما شرق النجم القطبي أو الجاه
(وعند الفلكيين الجدي) ، وكما يشاهد نجم السماك الأعزل
في الأفق الشرقي و شماله نجم السماك الرامح
- والذي يسميه بعض المزارعين الغفر -لأن طلوعه يدل
على شروق منزلة الغفر، ويتقدم نجم السماك الرامح نجمة صغيرة
غربا، وبين السماكين قرابة 18 متر في نظر العين، كما يشاهد
سهيل في الافق الجنوبي في الجهة الغربية وهو يزين السماء
أما عشاء : فطالع أول
الليل منزلة الهقعة (مجموعة الجبار أو الجوز)،
والمتوسط ، منزلة الفرع المقدم،
والغارب منزلة الشولة، كما تشاهد نجوم مجموعة ذات الكرسي،
وهي مرتفعة عن الأفق الشمالي الشرقي تكاد تصل منتصف السماء،
كما يشاهد نجمي النسر الواقع والنسر الطائر في الجزء الغربي
من السماء عشاء، ويشرق نجم سهيل ما بين الساعة التاسعة
و العاشرة مساء،
كما تشاهد كواكب: الزهرة وهو أضوأها ثم وزحل والمشتري
على الترتيب في الجزء الغربي من السماء عشاء،
والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى عشا النجمين
أو الظلم الأول، وأما في تهامة فموسم
العشوي مستمر وتعتبر
أيام 10 و11و12 تشرين الثاني الموافق 24 و 25
و26 نوفمبر
موسم جيد في وادي زبيد ورماع لزراعة الذرة البيضاء ويسميها
البعض المذليح
- وإن كان الصحيح أن موسم المذليح قد مضى أول نوفمبر-،
وأما في باجل فموسم عين الستين، وفي وادي مور
فموسم القلب.
ولاتزال صلاة المغرب
والعشاء والعصر في أبكر وقت لهن..
إعداد الأستاذ / حسن
هبه الزبيدي