الزبيدي - الأنواء الفلكية والمواسم
الزراعية في تهامة
نوء الإكليل
يطلع في اليمن في يوم 5 ديسمبر،
22 تشرين ثاني سرياني،
الموافق 22 ذو المهلة حميري، وعدد أيامه 13
يوما،
وهو ثالث أنواء فصل الشتاء بحساب حلول
الشمس فيها،
و تبدأ به الفترة الأشد برودة،
ولدخولها أمارات يستدل بها
وهي مختلفة باختلاف الثقافات والأجناس: فأهل
الأنواء
يستدلون على دخولها برؤية نجم الإكليل فجرا من
الناحية
الجنوبية الشرقية ، وهي ثلاثة نجوم واضحة ونيرة
مصطفة
رأسياً، ويشكل الإكليل مع نجم القلب والشولة
هيئة العقرب،
و الإكليل رأسها، وأهل الزراعة يستدلون على
دخولها ببداية
جفاف اللحاء داخل غصون الأشجار، أما أهل البادية
فيستدلون
على دخولها برؤية نجم النسر الواقع في
الناحية الشمالية الغربية
عشاء -وهو نجم مشهور يطلع من الناحية الشمالية
الشرقية
عند شروقه، و يرى في الناحية الشمالية
الغربية عند غروبه
بعد العشاء ، ويشتد فيها البرد، وتزداد قوته،
وتكثر فيها الغيوم،
وربما استمرت أياما، وربما حصلت أمطار
بفضل الله، ويتم فيه
معظم حصاد السمسم والذرة البيضاء
والدخن والدجرى،
ويتم فيه تجميع أعواد الذرة المحصودة،
ووضعها على شكل خيمة،
ويبدأ فيه توفر محصول الطماطم في وادي
زبيد، ويكثر جني البسباس
والكوسة والباذنجان والبقل، ويقل جني الباميا والملوخية
وغيرذلك من الخضروات، التي لا تتحمل شدة البرد .
وتقول العرب ( إذا طلع الإكليل
هاجت الفحول، وشمرت الذيول،
وتخوفت السيول ) ويقصد بأن هذا
موسم تلقيح الإناث
من الحيوانات كالإبل والكلاب وغيرهما،
حيث تهيج فيه فحول
الحيوانات،
بل وربما كثير من الرجال، وأما قولهم (وتخوفت
السيول)
- فخاص بوسط الجزيرة العربية لأن
الأمطار كثيرة هناك في
هذا النوء،
ولا تزال الغيوم تملأ السماء نهارا،
ورياح الأزيب مستمرة
في هبوبها،
و فيه تشتد أمواج البحر، ويشتد البرد، ويستحب
فيه شرب
الماء ساخناً
إذا أحتيج إليه، ويقطع فيه سعف النخيل وفواصل
الأشجار ،
ويقلل فيه سقي المزروعات، و تبدأ ثمرة مانجو
التيمور
بالتواجد في الأسواق مع وجود فاكهة البرتقال
والتفاح .
ومن الناحية الفلكية :
فالشمس في برج القوس، وفي منزلة
الشولة ،
والمتوسط فجرا منزلة الجبهة، والغارب
منزلة الثريا،
وتشاهد مجموعة الدب الأكبر وهي مرتفعة
قرب النجم القطبي
- تكاد أن تكون فوقه- ويشاهد نجمي
الفرقدين
من مجموعة الدب الأصغر شرق النجم
القطبي،
وتتهيأ نجوم الدبران وسهيل للغياب ،
وتشاهد مجموعة الجبار في الأفق الغربي بوضوح.
وأما عشاء :
فطالع أول الليل منزلة الهنعة ، والمتوسط
منزلة الفرع المؤخر،
والغارب منزلة النعايم، وكما تشاهد نجوم ذات
الكرسي وهي مرتفعة
- تكاد تستوي فوق النجم القطبي
- كما يتدلى نجم النسر الواقع للغروب
بعد صلاة العشاء مباشرة،
كما يشرق نجم سهيل ما بين الساعة الثامنة والنصف
مساء
والتاسعة والربع مساء، وكما ترى عشاء منزلة
الهقعة
مع مجموعة الجبار، والتي تشبه نجومها
الداخلية علامة[✓]،
والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى عشا الصلم
أو الظلم الثاني،
والمعلم الزراعي في شمال تهامة الشولة،
وفي باجل موسم عين السبعين،
وفي وادي زبيد موسم متلم الحمراء وإن
كانت زراعتها الآن قليلة.
إعداد الباحث الفلكي، الأستاذ / حسن
هبه الزبيدي