الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة - نوء الشولة
يطلع فى اليمن يوم 31
ديسمبر،الموافق 18 كانون أول
سرياني ،18 ذو
الال حميري، وعدد أيامه (13) يوما،
وهو النوء
الخامس من أنواء فصل الشتاء، ونوء الشولة
هو مجموعة من
النجوم تشبه ذيل العقرب فيها نجمان
متقاربان
نيران، وسمي بالشولة من قول العرب شالت
الناقة بذيلها
إذا رفعته ، وكذلك سميت شولة تشبيهاً
بشوكة العقرب،
وهو من النجوم اليمانية، وهناك مقولة
شهيرة يرددها
أهل الجزيرة العربية عند رؤية نجم الشولة:
( الشولة ترد
البرد من أوله )،
وهي دلالة على البرودة خلال هذه الفترة،
وتقول
العرب: ( إذا طلعت الشولة طال الليل طولة وأعجلت
الشيخ البوله
وأشتدت على العائل العولة وقيل شتوة زوله )
والعولة هي
الحاجة ، والعائل هو المحتاج الفقير الذي يعيل
أهله، وفي هذه
الأيام الباردة يعجز الشيخ أن يذهب خارج البيت،
وتشتد الحاجة
على صاحب العيال ليوفر لهم الأكل واللباس
والدفء ،لأن
الشتاء قاس على أهل البادية، و(شتوة زوله)
أي عجيبة منكرة لشدة البرد في ذلك الوقت ،
ولقد جمع العرب القدماء جميع أعضاء العقرب
( الزباني والإكليل والقلب والشولة )
ونسبوها للعقرب
برج العقرب إذ يقول ساجع العرب :
( إذا طلعت العقرب جمس المذنب وقرب الأشيب
ومات الجندب ولم يطر الأخطب)،
و(جمس) بمعنى
جمد الماء في مذانب الأودية،
و(الأشيب) هو
الثلج و(الجندب )هو الجراد الصغير،
و(الأخطب) هو
طائر الشرقرق قرب الحرم،
وتستمر فيه
البرودة والصقيع ويظهر الضباب صباحا
وتمتلأ السماء
بالسحب ربما أياما متتالية ، وربما تحصل
أمطار شتوية
بإذن الله، ويبدأ فيه حرث الأرض
الحرث
الكانوني، وتبدأ فيه أسماك الديرك بالظهور
بكثرة مع بقية الاسماك خاصة في الجزر الشمالية
الغربية في
محافظتي الحديدة وحجة،
وفيه يبدأ طلع ذكور النخيل بالظهور ،
ويستمر نقص الليل وزيادة النهار، وينتهي فيه صريب
حبوب الذرة
البيضاء والسمسم للزراعة
الخريفية المتاخرة، وكما يستمر موسم صريب الدخن،
وجني الدجرى من
الخبوت، أما الأراضي الزراعية
بالمياه
الجوفية: فالمانجو بأنواعه المتعددة مستمر
في الجني، وكذا الجندا (البطاطا الحلوة )،
وكذا بقية الخضروات والفواكه كالطماطم والحبحب
والبقل والبسباس والكوسة والباميا والفاصوليا واللوبيا
والبصل والكراث
والجرجير والباذنجان وغيرهم،
كما تبدا زراعة
الحبحب والسمسم والبطيخ، ولايزال
موسم بناء
العصافير أعشاشها مستمرا منذ
ما يقارب الشهرين، كما تهدأ فيه رياح الأزيب
الجنوبية
الغربية نسبيا.
ومن الناحية الفلكية :
فجرا : الشمس في برج الجدي، في منزلة البلدة،
ويتوسط السماء
منزلة الصرفة، والغارب منزلة الهقعة
و أما نجم سهيل
فيغرب قبل أذان الفجر بساعة وأكثر
- مع غروب منزلة الدبران تقريبا
-ويشاهد توسط النجم الثالث ثم الرابع من نجوم مجموعة
الدب الأكبر
فوق النجم القطبي في الأفق الشمالي،
وكذا الفرقدان
يشاهدان قرب توسطهما فوق
النجم القطبي وكما يطلع نجم النسر الواقع من
الشمال الشرقي .
أما عشاء: فطالع أول الليل منزلة النثرة
والمتوسط منزلة الشرطين والغارب منزلة سعد الذابح،
وكذا نجم النسر
الطائر، وتشاهد مجموعة ذات الكرسي
وهي غرب النجم القطبي وكما يتوسط السماء في
الافق الجنوبي
في مجرى سهيل نجم ( أخر النهر)
وترى الشعرى
اليمانية مرتفعة في الأفق الشرقي،
وتحتها الى جهة
الشمال
- أسفل من منزلة الذراع- الشعرى الشامية،
ويشرق نجم سهيل بعد صلاة العشاء مباشرة ،
والمعلم
الزراعي للمناطق الوسطى عشا سهيل،
وفي شمال تهامة
موسم البلدة، وفي باجل موسم المورق
وفي جنوب تهامة موسم الحصاد التمري العناية بالنخيل))
إعداد الأستاذ / حسن هبه الزبيدي