أهلا
كانون الثاني
يبدأ شهر كانون الثاني في اليمن يوم 14 يناير
من كل عام،
وعدد
أيامه 31 يوما، ويوافق من الأشهر الحميرية بداية شهر
ذو الدباو(أي أن
الدواب تختفي فيه من شدة برده ).
ويعتبر شهر كانون الثاني هو الشهر الرابع في
السنة السريانية،
وهو الشهر الأول من السنة الميلادية.
ويقال
في شدة برده بلهجة تهامة: برد كوانين يصحي امجانين،
لأن
نشاطهم يزداد فيه مع أخيه كانون أول ويعتبر نصفه الأول
أشد برودة عن آخره .
و أصل
تسميته بهذا الاسم بابلية تعني شهر الغرق
أو الأمطار،
وعند السومريين يعني شهر الأمطار، وهذا بالنسبة
لبلاد الشام
والعراق
حيث يبدأ موسم الأمطار هناك من كانون الأول،
وربما
تكون تسميته من الكن وهو الثبات والاستقرار في البيوت،
حيث يستقر الناس في المناطق الجبلية في بيوتهم،
نظرا
لانتهاء
موسم الزراعة، وأما أهل تهامة لشدة البرد
فلايمارسون
فيه أي نشاط زراعي ليلا، وربما يكون
سبب
تسميته بكانون لأننا نستخدم الكانون وهو
التنور
باللهجة التهامية، في حفظ جمر الفحم ليلا في
الكانون
لتدفئة
الماء.
ويعتبر شهر كانون الثاني في تهامة وكذا المناطق
المشابهة
لمناخها كبعض أراضي مأرب والمناطق
الجنوبية،
ويعتبر ثاني أشهر حصاد المزروعات
الخريفية، الدخن، والدجرى بنوعيها، لوكذا يستمر
ويتدفق جني ثمار الطماطم من وادي زبيد وغيره،
وبقية
أنواع الخضروات ، وكذا جني ثمار المانجو
(نوع التيمور) وبعض الأنواع الأخرى.
ويعتبر
شهر كانون الثاني أول أشهر فصل الربيع عند فلكي
ومزارعي اليمن وإن كان مناخيا لايزال الجو
شتويا،
وعالميا
يعتبر ثانيا أشهر فصل الشتاء(حيث يبدأ
فصل
الشتاء في 22 ديسمبر) ، ونظرا لتراكم السحب
وهطول
الأمطار الغزيرة بإذن الله ولوجود موسم
الشبط
فيه في شمال تهامة يسمي بعض العوام
هذا
الشهر شباط و إن كان شهر شباط لما يأتي.
ودرجات الحرارة ليلا منخفضة ،في جميع أنحاء
البلاد
وخاصة المرتفعات الوسطى ولكن تبدأ تدريجيا في الارتفاع،
وأما
النهار فمعتدل، ولايزال في تهامة مستمرا هبوب
رياح
الأزيب الجنوبية الغربية الباردة التي تنعش
المزروعات
في خبوت تهامة، وتلقح بعض الأشجار
ومنها النخيل، وكما تتراكم السحب في النهار
غالبا
وفي آخر الليل ، وقد تهطل أمطار غزيرة بإذن الله
تعالى
خاصة في نصفه الأول، كما يعتبر كانون الثاني
وشهر
شباط أجمل أيام السنة في اليمن بشكل عام، وخاصة
زيارة البحر وإقامة الرحلات العائلية والمدرسية،
والجماعية.
ويستحسن ألا يزرع في شهر كانون الثاني أي
مزروعات إلا في آخره ولايزال موسم تقليب الأرض
لقسوتها من شدة برودة الجو مستمرا، وتعتبر حراثة
الأرض
هذه الأيام جيدة، فقد قيل بلهجة تهامة :
(حرث
كانوني ونقض نيساني ودخن حزيراني كسر دويحاني)
أي حبوب دخن جيدة،
وكما
قيل في تعز: عليك وعلى بتلة كوانين اذا تشتي
المحاجين
سمين، ويقال أيضا: بتلة كوانين ولا دمان
الغواني، ويقال عند مزارعي اليمن جميعا : ما
بتلة
الا
بعد صراب (انظر التقويم الحميري للعنسي) .
وكما
يبدأ بواكير ثمر السدر في النضوج وجاهزيته للأكل.
ولاتزال فترة النهار في زيادة، وفترة الليل في
نقصان، وتبلغ فيه صلاة الفجر آخر وقت لها في
التأخر
كما في الحديدة حيث يؤذن للفجر 5/24 .
ويعتبر شهر كانون الثاني شهر قران الحادي عشر،
حيث تقارن الثريا القمر ليلة 11 من
الشهر الهجري تقريبا.
و تحل
الشمس في برج الجدي.
وتنزل
الشمس فيه منزلة سعد الذابح، ومنزلة سعد بلع
،وتطلع فيه من المنازل فجرا ، منزلة النعايم
والبلدة .
أما
صفحة السماء فجرا :
فتغيب
منزلة الهنعةثم الذراع ،وأما نجم سهيل والدبران
فيغيب
قبل الفجر بساعة ونصف إلى ساعتين، كما
تتوسط السماء منزلة العوى والسماك وكذا في
الأفق الشمالي تتوسط مجموعة الدب الأكبر(بنات
نعش)،
وخاصة
نجمي الرابع، والخامس،كما يرى نجمي الفرقدين
من
مجموعة الدب الأصغر وهما فوق النجم القطبي.
أما
صفحة السماء عشاء : فتطلع الشعرى اليمانية وتليها
الشعرى
الشامية قبل العشاء ، ويغرب نجم النسر الطائر،
وترى
مجموعة ذات الكرسي وهي تغادر منتصف السماء
فوق
النجم القطبي إلى الجهة الغربية،، ويتوسط البطين
والثريا ويليها الدبران
وهي
قرب منتصف السماء بل تتوسط في يوم 26 يناير ،
وأما
طالع أول الليل فمنزلة الهنعة ثم الذراع ،وأما
عشاء فالطرف والجبهة فيتوسطون، وتغرب منزلة
سعد بلع وسعد السعود عشاء.
وتوجد
أمثال شعبية في بلاد الشام عن شهر كانون
طريفة
نسوق بعضها للفائدة :
1- برد
كانون الأصم يبول الحمار دم.
2- بكوانيين
سافر يا شقي.
3- كانون
فحل الشتاء.
4-الشغل
بكانون أسلم ما يكون.
5- بكانون
كن وع الفقير حن.
6- بكانون
كن ببيتك وكثر ملحاتك وزيتك.
7- بكانون
الأصم اقعد ببيتك وانطم (كناية عن شدة البرد).
8- عرس
المجنون بكانون.
9- بعد
كانون الشتاء بيهون.
10- أم
سليمان ترقص ترقص (كناية عن الريح الشرقية).
11- برد
اللي يقص المسمار.
12- أبرد
من طينة كانون.
13- البردان
لا تشاريه يكفيه رقص إضروسه.
14- رياح
كانون شيبت النسور.
15– كانون
الأجرد خلا الشجر أمرد.
16- ما
أحلى من قمر تشرين ولا أظلم من عتمة كوانيين.
إعداد الأستاذ / حسن
هبه الزبيدي