الزبيدي - الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة : نوء بطن الحوت

 

الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة           نوء بطن الحوت   يطلع في اليمن فجر يوم 27/4، الموافق 14 نيسان سرياني، الموافق 14ذو النابة حميري، وعدد أيامه 13 يوما، ويسمى بالرشا وذلك تشبيا لها بالحبل، وببطن الحوت لأنه يشبه السمكة ، وهو مجموعة من النجوم خافتة اللمعان على شكل بطن سمكة، وفيه موسم الكنّه  -خاص بالصيادين- في مناطق الشمال الغربي في اليمن خاصة جزر البحر الأحمر الشمالية الغربية (كالفشت وسانه وكتامه و..)، وعدد أيام الكنة ( 40 ) يوما وقيل ( 39 ) يوما تبدأ في 26/4. والكنة هي وقت إختفاء الثريا عن عين الرائي عشاء ، حيث لا تشاهد في الثريا في السماء إلا فجرا بعد بداية القيظ في الثلث الأول من يونيو - في ٥ يونيو وما بعده-، ويقال (اذا غربت الثريا عشية (تصغير عشاء) فابتغ لراعيك كسية ) تصغير كسوة أي كسوة صيفية بدل كسوة الشتاء، وكما يقال في المناطق الجبلية : (اذا غابت الثريا العشاء اتنم ما تشا) فهو موسم الخير والبركة عندهم . و ترى طيور الغرانيق متجهة غربا الى البحر، وتتزواج فيه الطيور وتبني أعشاشها، وتكثر حمائم السنح (أبو طوق ولونها أغبر)، وكذا يبدأ الموسم الأول لتزاوج الكلاب .   ونوءه محمود، وهو غزير المطر  بإذن الله،ً ويميل الجو فيه  إلى الحمى ليلا خاصة ما قبل الثلث الأخير ، وكذا تشتد الحرارة وقت الظهيرة، ولا يزال البرق يرى ليلا فوق رؤوس الجبال تبشيرا بالمطر، وتبدأ فيه ثمرة نخل الطبيقي بالنضج والنزول إلى الأسواق، ويستمر تمر الخضاري بالمنافسة لتمر الطبيقي ، ولا تصلح فيه الزراعة لأي زرع خاصة الخضروات، وكما يستمر فيه جني محصول عسل النحل(السلام)،كما أن القرط (بذور شجرة السول أو السلام) تكثر وترعى عليها الأغنام، فهي غذاء جيد خاصة للتيوس ، ويزرع في النوء هذا والذي بعده زراعة الصيف (القيرع والحمراء سواء للدوآب أو للحبوب)  والتي يقال فيها :(اتنم ولو مربض جمل ) من أجل اللحاق بارتوى الأرض من المطر أو السيل- وهذا في حواز تهامة - لأنه يحصل بعده انقطاع للمطر ويكثر فيه ثمار المانجو، وفي هذا النوء وبالتحديد في يوم 28 /4 إلى 30/4 تتعامد الشمس على تهامة ، ويختفي ظل الأشياء - فيء الزوال - ،  وترى الشمس في  قعر البئر ظهرا، ويحين وقت صلاة العصر حينما يكون ظل كل شيء مثله. ومن الناحية الفلكية : فجرا : الشمس في برج الحمل وفي منزلة البطين، ويتوسط السماء فجرا منزلة البلدة ، والغارب منزلة السماك، وكذلك تميل مجرة درب التبانة عن وسط السماء قليلا الى جهة الغرب ، وكما يكتمل طلوع مجموعة ذات الكرسي في الشمال الشرقي فجرا، وكما يبدأ  الخامس من  مجموعة الدب الأكبر أو بنات نعش في التدلي للغروب. أما عشاء: فطالع أول الليل منزلة  الزبانا وأما عشاء فمنزلة الأكليل ، والغارب منزلة الثريا ، والمتوسط منزلة الجبهة ، كما يغيب نجم سهيل بعد العشاء ، وكما أن ريح الأزيب تعيش أخر أيامها فهي تهب يوما ثم تضعف أياما،  والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى غروب كامه، وأما المعالم في تهامة ففي باجل فمعلم الشرق وفي وادي مور البطين، وفي وادي زبيد ورماع معلم الثوري. إعداد الأستاذ /حسن هبه الزبيدي ردإعادة توجيه