الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة 

        "نوء الشرطين" 

يطلع في اليمن فجر يوم 10 مايو من كل عام الموافق 27  نيسان سرياني،والموافق27  ذو النابة حميري، وعدد أيامه 13 يوما، ويعتبر هو أول أنواء فصل الصيف عند أهل اليمن بحلول الشمس فيه فجرا، وسادس أنواء فصل الربيع في الجزيرة العربية.  ويسمى عند عامة أهل الحرث منهم ( ثريا القيظ ) لغروب الثريا فيه وقت المغرب ،وهو أول انواء موسم الثريا عندهم،

ويسمى عند أهل الفلك بالناطح ،لأنه عند أهل الصور الفلكية قرنا الحمل الذين ينطح بهما، والشرطان معناه العلامتان،  وهو أول النجوم الشامية،  و هو نجمان وسطهما نجم صغير .

و تشتد الحرارة فيه نهارا مع الحمى ويميل الجو ليلا إلى الحرارة نسبيا ما لم تسقط  أمطار قريبة تحمل الهواء البارد عصرا.

وفي نهاره تظهر السحب لاسيما بعد الظهر وتهطل فيه أمطار متفرقة على حواز تهامة والهيج ومطالع الأودية.

ويقول ساجع العرب: ( إذا طلع الشرطان اعتدل الزمان, وحضرت الأوطان, وتهادت الجيران, وبات الفقير في كل مكان ) ومعنى قولهم حضرت الأوطان، أي أن الرعاة الرحل يرجعون من البوادي إلى أوطانهم ومياههم، لأن الغدران بالبوادي حينئذ قد قلت وجفت،فاصبح الجو معتدلا عندهم فسكنوا، وتهادوا، وطاب المقام بكل مكان ، وهذه العلامات خاصة بوسط الجزيرة العربية، وأما في تهامة فقد ذهبت أيام اعتدال الجو وبدأ فصل الصيف في الظهور بقوة.

والمطر في هذا النوء محمود بإذن الله وغزير ، ويتوقف فيه عن الزراعة -الأربعة الأيام الأولى منه فقط أي بقية شهر نيسان، ثم تطيب الزراعة بعده ،وذلك عند دخول شهر المبكر (أيار)بإذن الله ،

وبدخول المبكر يزرع القيرع أو  البيني (الذرة البيضاء) و الدخن الذي يسمي المبكري، وكما تزرع بقية أنواع الخضروات،

ويبدأ تمر العريجي المشهور في تهامة بالتواجد في الأسواق، وكذا المانجو نوع (السمكة)بالتواجد بكثرة إضافة إلى نوع (قلب الثور) ويبدأ الملج (ثمرة شجرة الهلج)المشهور بهذا الاسم في تهامة بالتواجد في شجرها بكثرة، ولا يزال الكباث (ثمر الأراك) مستمرا في الجني وتبدأ ثمرة الجوافة بالظهور في الأسواق، وينتهي معظم البصل الأخضر من المزارع وتغرب الثريا مع الشمس في اليومين الأولين من شهر المبكر الموافق 14 و15 مايو.

ولايزال  موسم الكنة- الخاص بالصيادين في الجزر اليمنية الشمالية الغربية- في أول أيامه.

 وكما تبدأ فترةالدفون في أول هذا النوء وهي فترة تقدر بأربعين يوماً تبدأ من 26 نيسان الموافق 9 مايو وتنتهي يوم 5 حزيران الموافق 18 يونيو.

وتتوسط الرياح فيها عند هبوبها جهة الغرب فلا هي من مهب الأزيب الجنوبي الغربي ولا من مهب الحرضية  الشمالي الغربي.

 والدفون تعتبر أول فصل الصيف،ومن علاماته شدة الحرارة وضعف الرياح التي تهب على تهامة مما يؤدي إلى العرق كثيرا ويقال أن الجمل اذا برك ليلا فإنه ينظر إلى جهة الشرق مكان طلوع الثريا ،وسميت بالدفون لاختفاء الثريا عن الأنظار فكأنها دفنت، ومن علامات فترة الدفون وأن النائم لا يشبع ليلا من النوم وإنما يستيقظ متعبا أي أن جسده لم يأخذ راحته الكاملة.

 و يستدل على دخولها وعلى غروب الثريا مع المغرب بوقوع الندى قبل الفجر وملاحظة ذلك على الأشجار أو جوانب  الهناجر التي يستظل بها.


من الناحية الفلكية :

 فالشمس في منزلة الثريا في برج الثور ، والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى غروب الثور ،ويقصدون منزلة الدبران لأنها جزء من برج الثور ،ويسمى في تهامة الثوري ،ويتوسط السماء فجرا منزلة سعد الذابح، وتغيب الروابع الأخيرة  (الخامس والسادس )ضمن مجموعة الدب الأكبر أو بنات نعش،كما تغيب فجرا أيضا منزلة الغفر.

أما عشاء :فطالع أول الليل فمنزلة الإكليل وأما عشاء فمنزلة القلب والغارب منزلة الدبران،وكذا نجم سهيل ايضا، والمتوسط منزلة الزبرة وكذا منزلة الأوليين-من مجموعة الدب الأكبر- 

 والمعلم الزراعي المناطق الوسطى معلم غروب كامه أي الثريا ولذا يقولون:اذا غرب العشاء ابذر بيدك ما تشاء أي أن الزراعة جيدة في هذه الأيام.

و أما في تهامة ففي وادي مور معلم الكنة،وفي باجل ووادي سهام وذؤال فمعلم الشرق، وفي واديي رماع وزبيد فبقية معلم الثوري ثم معلم المبكر لمدة 3 أيام ثم معلم البطين.


  إعداد الأستاذ /حسن هبه الزبيدي