الباحث الفلكي الزبيدي - الأنواء الفلكية
و المواسم الزراعية في تهامة،
نوء الثريا :
تطلع الثريا في اليمن فجر يوم 5 يونيو الموافق 23 آيار رومي، الموافق 23 ذو المبكر حميري، وعدد أيامها 13 يوما.
والثريا هي المنزلة الثالثة من منازل الصيف عند فلكي اليمن، و سماها العرب بهذا الاسم( الثريا)،
لأنهم كانوا يتفاءلون بها وبشروقها ، ويقولون إن المطر الذي يحدث في أثناء شروقها أو غروبها،يجلب الثروة،
وقد كانت العرب تميّز ستة من نجومها بالعين المجرّدة، وكانوا يشبهونها بعنقود العنب لتقاربها، ونتيجة لذلك فقد سموها كلها مع بعضها ( النجم )،
ولذا قيل أنها هي المقصودة بكلمة النجم الواردة في القرآن الكريم، وقيل سميت الثريا لغزارة نوئها ولكثرة كواكبها،
وهي أشهر منازل القمر، وفي نوء الثريا ترتفع أسباب التلف عن الثمار والعاهات، وأشتهر أوانها بسرعة برء الجروح بإذن الله عز وجل لجفاف الجو، وقلة الرطوبة، وانعدام البعوض،وفيها يشتد الحر والحمى نهارا وكذا ليلا ،ما لم تنزل الأمطار، ويندر نزول الأمطار بقدرة الله غالبا في النصف الثاني من أيامها-، وربما تنزل فيها الامطار، ويطيب الجو ولكن ذلك نادرا، وتغور المياه،خاصة في مناطق الخبوب أو ما قرب من السواحل ،
ويرتج فيها البحر بسبب هبوب الرياح، وييبس العشب ، ويبدأ فيها موسم الحرضية (البوارح بلغة أهل الجزيرة ) وهي الرياح الشمالية الغربية المحملة بالغبار والأتربة، ولكنها تهب بضعف.
وتعد الثريا أشهر النجوم التي يقارنها القمر في سيره الشهري، فلا يخلو شهر من قران القمر للثريا، وخاصة في الليالي الفردية، فيقال قران حادي وقران ثالث وقران رابع و.....الخ.
ويبدأ فيها جني بواكير النخل نوع(المناصف) إضافة إلى الانواع الأخرى ( العريجي والطبيقي) ،
ويزرع في منزلة الثريا كثيرا من الخضروات، والبقوليات على الآبار الجوفية ، وأما حواز الجبال ما جاورها من الأراضي - والتي تمطر في هذا النوء
- تزرع أنواعا من الحبوب مثل الذرة الحمراء التي تسمى صيفا نسبة لزراعتها في فصل الصيف، وكذا تزرع الذرة البيضاء من أجل المواشي فقط ، وكذا يزرع الدخن الحزيراني، ويستمر جني بعض أنواع المانجو ومثل القلب والسمكة والزبدة، ويتواجد التفاح والفرسك في أسواق تهامة.
وفي مناطق من ذمار وإب يقال:
(متلم طلوع الثريا يسابق النجم الأحمر)
أي أن الزرع في سرعة نموه يسابق الشهاب النازل بسرعة من السماء.
و من الناحية الفلكية : الشمس في منزلة الهقعة، في برج الجوزاء،
وأما فجرا: فيتوسط السماء منزلة سعد السعود، والغارب منزلة الإكليل .
أما عشاء: فطالع أول الليل الشولة وأما الطالع عشاء فنوء النعايم ، والغارب منزلة الهنعة، والمتوسط منزلة العواء، والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى طلوع الثور، وأما في وادي مور فمعلم الثوري، وأما في باجل والضحي فمعلم الجوزاء،وأما في وادي زبيد ورماع فمعلم الثروي.
إعداد الأستاذ / حسن هبه الزبيدي