الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة
نوء الهقعة
يطلع هذا النوء في اليمن فجر يوم 1 يوليو، الموافق 18 حزيران سرياني ، الموافق 18 ذو القياظ حميري ، وعدد أيامه 13 يوما، ويعد نوء الهقعة أحد النجوم الشامية ، وهو ثلاثة نجوم -غير ساطعة النور- على شكل أثافي القدر (مثلث)،وتوجد شمال مجموعة نجوم الجبار( والتي تتكون من مربع من النجوم فيه نجوم على شكل علامة صح(✓))، وسميت الهقعة بهذا الاسم تشبيها لها بدائرة تكون في عنق الفرس،
ويعد طالع الهقعة آخر نوء من الطوالع في فصل الصيف في اليمن، إذ بعده يبدأ فصل الخريف، وأما بحساب حلول الشمس فيه فيعد النوء الخامس من أنواء فصل الصيف.
ومن أبرز الملامح الطبيعية لنوء الهقعة، هو سيطرة منخفض الهند على معظم أجواء الجزيرة العربية ، والتي ينتج عنه الظواهر التالية :
1- اشتداد الحر والتي تسمى في وسط الجزيرة العربية ( جمرة القيظ ).
2-ينتج أيضاً كثرة السموم والعواصف(سواء رياح الحرضية التي قد تهب من الصباح الباكر حتى بعد العشاء،أو الغوب التي تهب عصرا نتيجة حصول أمطار متفرقة على مناطق جبلية قرب تهامة).
3- كذا كثرة الغيوم المتجهة من الشرق إلى الغرب، والتي تتدافع مع ريح الحرضية، مما يؤدي إلى سير الريح في اتجاهات متعددة(ويحصل منها أمطار بإذن الله على حواز الجبال )
4- كما ينتج عن هذا المنخفض ارتفاع الرطوبة النسبية، وحدوث بعض فترات السكون التامة للرياح خاصة ليلا.
5- يحصل سرعة نضوج ووفرة الفواكه الصيفية (التفاح والعنب والرمان و...الخ) وتدفقها الى أسواق تهامة، بالإضافة لنضوج بسر التمر(المناصف ).
6- يسود السواحل الغربية خلال هذه الفترة ارتفاع في درجة الحرارة ، وكذا في معدلات نسب الرطوبة، وتستمر بشكل متكرر.
7- وتقل نسبة الرؤية الواضحة في البحر لوجود الرياح على مدار 24 ساعة، ومما يؤدي إلى قلة الأسماك خاصة في الجزر الشمالية الغربية، والغربية.
والمطر فيه هذا النوء نادر بقدر الله على معظم أجزاء تهامة.
ويقال إن فيه حبست الشمس ليوشع بن نون عليه السلام عند فتح عسقلان .
ويستمر في هذا النوء قطع الأخشاب حتى نهايته، وتغطى بورقها لئلا تفطرها الشمس، وينصح المزارعون في هذا النوء بكثرة سقي المزروعات ، مع تقصير فترات الري وعدم الإسراف فيه، وتصلح في هذا النوء زراعة بعض الخضروات : كالبقل والملوخية والبامية و والحبحب( الفرقوس) والبطيخ وحبوب الدخن...الخ، وكما يبدأ فيه بسفح بذر البسباس، و يكثر فيه انتشار الذر ( النمل الصغير )،و تبلغ صلاة العصر وصلاة المغرب أقصى تأخر لهن في اليمن ، فصلاة العصر تحل في مدينة الحديدة في 3/ 37 وصلاة المغرب تحل في 6/ 43 تقريبا.
كما يبدأ طول ظل الشخص المتجه نحو الجنوب في التناقص يوميا.
ومن الناحية الفلكية :
الشمس في برج السرطان، وفي منزلة الذراع.
وفجرا: المتوسط منزلة الفرع المقدم، والغارب منزلة الشولة،كما ترى نجوم مجموعة ذات الكرسي، وهي تكاد تتوسط السماء، وتتمتد منها ذراع مجرة التبانة إلى جهة الغرب، وكما ترى الثريا وهي مرتفعة عن الأفق بحوالي شبر وثلاثة أصابع تقريبا أي 26 درجة، وكمايرى رقيب الثريا ،وهو نجم مضيئ في الشمال الشرقي، وهو مرتفع قرابة شبر عن الأفق، وكما يرى نجم النسر الواقع في الشمال الغربي مرتفعا عن الأفق شبرا و أصبع تقريبا.
و أماعشاء :
فطالع أول الليل منزلة البلدة، وطالع العشاء منزلة النعايم ،والمتوسط منزلة الغفر، والغارب منزلة النثرة، وكما ترى مجموعة الدب الأكبر، وهي غرب النجم القطبي متدلية للغروب، وكما يرى نجمي الفرقدين وهما فوق النجم القطبي،
والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى الصلم، أو الظلم الثاني، والمعلم الزراعي في شمال تهامة معلم البواجس، وفي باجل معلم الأولين، وفي وادي زبيد و رماع الجوز.
إعداد / أ.حسن هبه الزبيدي