الأنواء الفلكية والمواسم الزراعية في تهامة
نوء الهنعة
يطلع في اليمن فجر يوم 14 يوليو ميلادي، الموافق 1 تموز سرياني، الموافق 1 ذو مذران حميري، وهو أحد المنازل الشامية ، وعدد أيامه (13)يوما،
ونوء الهنعة كوكبان أبيضان مفترقان في المجرة بين الجوزاء والذراع، بينهما قيد سوط، ويشاهد على شكل لام مقلوبة، وسميت هنعة من قول : هنعت الشيء إذا عطفته وثنيت بعضه على بعض فكأن كل واحد منهما منعطف على الأخر، ويصادف طلوع نوء الهنعة بداية شهر تموز ،الذي يعد أول أشهر الخريف في اليمن، ويسمى نوء الهنعة بالباجس الثاني ، حيث أن الباجس الأول هو نوء الهقعة ،و تتميز فترتيهما بشدة تدفق الرياح الشمالية الغربية المحملة بالغبار والأتربة (الحرضية ) نهارا، وربما استمرت حتى منتصف الليل ، وعادة مايحصل في الليل مطر خفيف(وشيل)متقطع عدة مرات في الليلة الواحدة ، وكذا يحصل سكون للهواء قبل الوشيل أو بعده عدة مرات، مما يؤدي الى التصبب عرقا والاغتسال عدة مرات في الليلة الواحدة، و يصاحب هذه رياح الحرضية الشمالية الغربية عدم وضوح الرؤية نهارا لأكثر من نصف كيلو فقط.
ويعد نوء الهنعة هو آخر أنواء فترة القيظ الشديد، و التي استمرت أربعين يوما، حيث بدأت من يوم 24 يونيو ميلادي الموافق 11 حزيران سرياني وستنتهي في يوم 2 أغسطس ميلادي الموافق 20 تموز سرياني، وهي أشد أيام السنة حرارة وسموما وغبارا، ما لم تحصل منخفضات جوية تجعل الرياح خفيفة السرعة والسماء ملبدة بالغيوم،ومع انتهاء نوء الهنعة يبدأ باطن الأرض والبحر بالبرودة،
ويعتبر نوء الهنعة سادس أنواء فصل الصيف بحساب حلول الشمس في المنازل، وتستمر فيه المظاهر الجوية التي كانت في نوء الهقعة، كسيطرة منخفض الهند الجوي على معظم مناطق شبه الجزيرة العربية، ووزيادة معدل الرطوبة، وامتلأ السماء بالسحب ليلا أو نهارا،وحصول الامطار الخفيفة والمتوسطة على أجزاء من تهامة،خاصة المناطق المحاذية للجبال.
تبدأ في الثلث الثاني من نوء الهنعة صلاة المغرب والعشاء في التراجع،بعد أن بلغتا أقصى تأخر لهما، حيث يحين أذان المغرب 6/42 في المدينة الحديدة ثم 6/41 وهكذا تنازليا.
وفي ثاني أيام نوء الهنعة 2 تموز سرياني الموافق15 يوليو ميلادي تتعامد الشمس على مكة المكرمة ظهرا الساعة 12:27، ومعنى التعامد أي تكون فوق الكعبة مباشرة، ويختفئ في مكة المكرمة فيء الظل في تللك اللحظة ، وكل من نظر إلى الشمس في تلك اللحظة فهو متجه إلى القبلة، ويلاحظ أن اتجاه الظل لأي شيء في تللك اللحظة عكس القبلة.
ويتوفر في نوء الهنعة رطب النخيل نوع المناصف بكثرة عن ذي قبل.
وينصح المزارعون بكثرة سقي المزروعات، مع تقصير فترات الري وعدم الإسراف، ويزرع فيه ما يزرع في نوء الهقعة، كالحبحب والبطيخ والبسباس،والطماطم في بعض المناطق المحاذية للجبال، وتصلح فيه زراعة الحبوب كالدخن والقيرع،و كذا السمسم، وإن ينصح بتأخير زراعته بعض الأيام، ولاتزال أسواق تهامة تستقبل فاكهة العنب والرمان والتفاح و البطيخ والحبحب و...الخ.
ومن الناحية الفلكية: فالشمس في برج السرطان ، وفي منزلة النثرة ، وأما المتوسط فجرا فمنزلة الفرع المؤخر، وكذا نجوم مجموعة ذات الكرسي والغارب منزلة النعايم.
وأما عشاء: فطالع أول الليل فمنزلة النعايم، وطالع العشاء منزلة سعد الذابح ، والمتوسط منزلة الزبانا، والغارب منزلة الطرف، والمعلم الزراعي للمناطق الوسطى بقية الظلم الثاني،ثم خريف علب ، والذي يبدأ من 19 يوليو.
أما معالم الزراعة في تهامة: ففي وادي مور معلم الأولين، وفي باجل والضحي والمراوعة معلم الثالث، ثم معلم الرابع،وفي وادي زبيد ورماع فمعلم الباجس الثاني.
إعداد الأستاذ/ حسن هبه الزبيدي